الدمام رقم 1- من بئر نفط إلى قلب الطاقة العالمي

المؤلف: متعب العواد (حائل) motabalawwd@11.12.2025
الدمام رقم 1- من بئر نفط إلى قلب الطاقة العالمي

في مشهدٍ يختزل حقبةً مديدة من التغيير والتطوّر، تجاور يوم أمس وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، مع وزير الطاقة الأمريكي السيد كريس رايت، والرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، أمام البئر الأسطورية التي لم تكن محض اكتشاف عادي، بل كانت بمثابة الشرارة الأولى لعهد اقتصادي مزدهر: الدمام رقم (1).

في هذه البقعة التاريخية، انطلقت المملكة العربية السعودية نحو صياغة اقتصادها الحديث، عندما قامت شركة الزيت العربية الأمريكية، والتي باتت فيما بعد أرامكو السعودية العملاقة، بحفر أول بئر نفطية في عام 1935، لتنبثق منها في عام 1938 أول دفقة من "الذهب الأسود" النفيس، وتبدأ معها قصة التحوّل الجذري في تاريخ المملكة.

لم تكن هذه الزيارة مجرد فعالية بروتوكولية، بل كانت لفتة رمزية بالغة الدلالة، تستحضر من خلالها المملكة والعالم أجمع قصة البدايات المدهشة، وكيف تحوّلت تلك القطرة المتدفقة إلى مشروع وطني طموح، ومنصة انطلاق لنهضة تنموية شاملة، جعلت من المملكة العربية السعودية قوة مؤثرة ولاعبًا أساسيًا في أسواق الطاقة العالمية.

وقد وصف الوزير السعودي هذه البئر بأنها "أكثر من مجرد موقع جغرافي"، بل هي رمز للعزيمة الصادقة والرؤية الثاقبة، وتجسيد لمعنى بناء دولة على أساس الأحلام والطموحات، والعمل الدؤوب بروح الفريق الواحد. وفي المقابل، أشار الوزير الأمريكي إلى عمق ومتانة الشراكة السعودية الأمريكية الراسخة، التي انبثقت من صميم هذه الأرض المباركة.

بئر الدمام، على الرغم من أنها لم تعد تنتج النفط الخام، فإنها لا تزال تبعث الإلهام في النفوس، وتُذكّر الأجيال المتعاقبة بأن ما بدأ خفيًا في باطن الأرض، قد صنع واقعًا مشرقًا يسطع فوقها.

هنا، تحديدًا، وُلد الاقتصاد السعودي، ومن هنا انطلقت المملكة في رحلتها الطموحة نحو أن تصبح قلب الطاقة النابض في العالم أجمع، ومركزًا محوريًا للطاقة على مستوى الكوكب.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة